القائمة الرئيسية

الصفحات

استئصال اللوزتين - موقع ركن الحياة

هل استئصال اللوزتين يؤثر في مناعة الجسم؟

تعد عملية استئصال اللوزتين من العمليات الطبية الشائعة، لكن على الرغم من ضرورة هذه العملية في بعض الأحيان، إلا أن هناك الكثير من التساؤلات بشأنها، فهل حقًا هذه العملية تؤثر في مناعة الجسم سلبًا أم أنه من المفيد الخضوع لها؟ إذا كنت يا عزيزي القارئ ممن يجول في خاطرهم تلك التساؤلات فهذه المقالة لك.


عملية استئصال اللوزتين
عملية استئصال اللوزتين

عملية استئصال اللوزتين 

قبل أن نستفيض في شرح آثار هذه العملية، علينا أولًا أن نتعرف إلى الجهاز الليمفاوي، إذ تعد اللوز جزءًا من الجهاز الليمفاوي الذي يعد بدوره أحد أعضاء الجهاز المناعي في الجسم. 

يتكون الجهاز الليمفاوي من الأعضاء التالية:

  • أعضاء أولية مثل النخاع العظمي والغدة الزعترية.

  • أعضاء ثانوية مثل الغدد الليمفاوية واللوز والطحال وبعض الأغشية المخاطية.

يلعب الجهاز الليمفاوي دورًا هامًا في حماية الجسم ضد العدوى والحفاظ على توازن مستويات سوائل الجسم.

قد لا يعرف البعض أن هناك أربعة أنواع من اللوز في الغشاء المخاطي البلعومي الفموي:

  • لوزة البلعوم (اللحمية أو الغدانية) وتوجد في المنطقة التي يتقابل فيها التجويف الأنفي والحلق بجانب قناة إستاكيوس.

  • اللوزتان البوقيتان وتوجد على جانبي لوزة البلعوم.

  • اللوزتان الحنكية وهي الأكبر حجمًا وتوجد على الجانبين في الجزء الخلفي من الحلق.

  • اللوزة اللغوية وتوجد في الجزء الخلفي من اللسان.

تعد هذه اللوز الأربعة خطوط دفاع أولية ضد العدوى الداخلة للجسم سواء من الأنف أو الفم.

متى يقرر الطبيب استئصال اللوزتين؟

على الرغم من فوائد اللوز المناعية لحماية الجسم من العدوى، إلا أن الطبيب قد يقرر إجراء عملية استئصال اللوزتين (الحنكية) على نحو كامل أو استئصال لوزة واحدة وفقًا للحالة المرضية، وذلك لعدة أسباب في غاية الأهمية من ضمنها ما يلي:

التهاب اللوزتين المزمن أو المتكرر

بما أن اللوزتين الحنكية هي الخط المناعي الأول ضد العدوى الداخلة للجسم من الفم، فمن الطبيعي أن تتعرض للالتهاب من حين لآخر.

ومن أعراض التهاب اللوزتين ما يلي:

  • ألم وصعوبة في البلع.

  • تضخم حجم اللوزتين.

  • احمرار اللوزتين نتيجة الالتهاب.

  • ظهور نقط بيضاء على اللوزتين.

  • ارتفاع درجة الحرارة الجسم أعلى من 38° درجة سيليزية.

يلجأ الطبيب إلى استئصال اللوزتين في حالة التهاب اللوزتين، إذا كان الالتهاب لا يستجيب مع العلاج.

وأيضًا في حالة الالتهاب المزمن أو المتكرر، ويقرر الطبيب أن هذا الالتهاب أصبح متكررًا عندما:

  • يصاب المريض بهذا الالتهاب ثلاث مرات في السنة في آخر ثلاثة أعوام.

  • أو يصاب به المريض خمس مرات في آخر عامين.

  • أو أصيب به المريض سبع مرات خلال هذا العام.

كما يلجأ الطبيب إلى هذه العملية في حالة وجود عدوى قد تسببت في وجود خراج باللوز، وصديد لا يستجيب للعلاج.

تضخم أو كبر حجم اللوزتين

أحيانًا تتضخم حجم اللوزتين وذلك يرجع إلى الالتهاب أو أن يكون حجمها الطبيعي كبيرًا، وقد يسبب ذلك صعوبة في التنفس أو توقفه أثناء النوم وصعوبة في البلع، لذا وفقًا للحالة المرضية قد يلجأ الطبيب إلى استئصال اللوزتين لتحسين عملية التنفس والبلع.

حصى اللوزتين 

قد تتحول أنسجة اللوزتين إلى حصى أو أحجار نتيجة تراكم المعادن مثل الكالسيوم وتصبح متحجرة ولونها أبيض أو نتيجة وجود عدوى بها ويسبب ذلك رائحة فم كريهة.

سرطان اللوزتين 

يلجأ الطبيب إلى استئصال اللوزتين في هذه الحالة كجزء من علاج مرض السرطان.


الفحص الطبي قبل استئصال اللوزتين
الفحص الطبي قبل استئصال اللوزتين

هل إزالة اللوزتين يؤثر على مناعة الجسم؟

بعد أن تعرفنا إلى اللوز ودورها المناعي في حماية الجسم، وإلى الحالات المرضية التي تستدعي استئصالها من قبل الطبيب المختص، حان الآن الوقت للإجابة على هذا التساؤل.

للإجابة عليه علينا أن ندرك أن هناك خلافًا في الرأي حول هذا الموضوع، بين من ينفي وجود أي تأثير بالسلب على الجهاز المناعي ويرى أن الجسم بإمكانه التكيف مع استئصال هذه الأعضاء وتعويضها، وبين من يؤكد تأثيرها السلبي على المدى الطويل، إذ تظهر بعض الدراسات وجود ارتباط بين هذه العملية وبين بعض الآثار السلبية خاصةً إذا أجريت في سن صغير؛ ومن هذه الآثار:

الخلايا الليمفاوية 

تشير إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الأطفال الذين خضعوا لعملية استئصال اللوزتين بأن هناك نقصًا في عدد خلايا الليمفاوية B lymphocytes مقارنةً بمجموعة من الأطفال في نفس العمر لم يخضعوا لتلك العملية، مما يترتب عليه نقص في كمية الأجسام المضادة المنتجة داخل الجسم.

أمراض الجهاز التنفسي 

قامت جامعة ملبورن في الولايات المتحدة الأمريكية بعمل دراسة حول تأثير استئصال اللوزتين، وتأثير استئصال اللحمية على مناعة الجسم على المدى الطويل خاصةً لمن خضع لمثل هذه العمليات خلال أول تسع سنوات من العمر، إذ يكون الجهاز المناعي ما زال في مرحلة التطور ووجدوا التالي:

يزداد خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي إلى ثلاث مرات مثل الربو، والأنفلونزا، والالتهاب الرئوي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن لدى الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال اللوزتين في وقت لاحق من العمر.

كما يزداد خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، والتهاب الملتحمة لدى الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال الغدانية ( اللحمية) في وقت لاحق من العمر.

وقد نصحت الجامعة بتأخير إجراء العملية إن أمكن حتى يتسنى للجهاز المناعي فرصة للتطور مع تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض المحتملة على المدى الطويل.

أيهما الاختيار الأفضل؟

يبدو وكأننا قد وقعنا في حيرة من أمرنا بين الخضوع للعملية للتخلص من أزمات اللوزتين الصحية أم التراجع عن ذلك، لذا وجبت استشارة الطبيب المختص الذي بإمكانه تحديد مدى خطورة الحالة الصحية، ومدى استجابتها للعلاج، ومدى تأثير الحالة المرضية على الوضع الصحي العام للمريض، إذ إن تكرار العلاج في وقت قصير في حالة التهاب اللوزتين المزمن ليس بالأمر المستحب، وهل من الممكن تأجيل قرار العملية في العمر الصغير حتى يتمكن الجهاز المناعي من التطور أم لا، لذا من المهم جدًا استشارة الطبيب المختص الذي يمكنه اتخاذ القرار المناسب وفقًا للحالة المرضية.


وبالنهاية، بعد أن تعرفنا سويًا إلى الأسباب المتعددة وراء إجراء عملية استئصال اللوزتين، والآراء المختلفة حول تأثيرها في مناعة الجسم، يمكنك الآن اللجوء إلى الطبيب المختص، حتى يتخذ القرار المناسب وفقًا للحالة المرضية، حتى يتسنى للمريض الحياة على نحو أفضل على المدى القصير والطويل.


المصادر:

1-mayoclinic.


2-medicalnewstoday.


3-clevelandclinic.



أنت الان في اول موضوع

تعليقات