القائمة الرئيسية

الصفحات

 

كيف تعرف أنك مصاب بداء كرون؟

إذا كنت يا عزيزي القارئ تعاني ألم بالبطن وإسهال مستمر لمدة تزيد عن أسبوعين، فهناك احتمال أن تكون مصاباً بأحد أمراض الجهاز الهضمي ألا وهو داء كرون، لكن ما هو ذلك المرض؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟ وما هي طرق علاجه؟ هذا ما سوف نعرفه في هذه المقالة.


داء كرون
داء كرون

ما هو داء كرون؟

في البداية قبل أن نستفيض في شرح داء كرون، علينا أن نتعرف إلى مرض الالتهاب الأمعائي ذلك المرض الذي يشير إلى التهاب القناة الهضمية المزمن، ويشمل ذلك نوعين من الأمراض هما مرض التهاب القولون التقرحي، وداء كرون الذي نحن بصدد التعرف إليه. 

داء كرون هو مرض مزمن يسبب التهابًا وتورمًا لأنسجة الجهاز الهضمي بداية من الفم حتى فتحة الشرج، ولكنه يتواجد بالأكثر في الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة.

الأسباب وراء داء كرون 

لكن ما الذي يثير التهاب القناة الهضمية لهذا الحد؟ 

للأسف، الأسباب غير معروفة حتى هذه اللحظة ولكن يرجح العلماء أن السبب قد يكون:

الأمراض المناعية 

في بعض الحالات يهاجم جهاز المناعة خلايا الجهاز الهضمي السليمة من دون سابق إنذار وكأنها خلايا غريبة عنه لسبب غير معلوم، مما يتسبب في حدوث التهابات شديدة داخل القناة الهضمية، ويعد ذلك الأمر مرضًا مناعيًا نتيجة أداء جهاز المناعة الغريب تجاه الجسم نفسه.

الأمراض الوراثية 

تلعب الجينات الوراثية دورًا هامًا في نقل الأمراض من جيل لآخر، ويمكن أن ينتقل داء كرون بين أجيال العائلة الواحدة من خلال هذه الجينات.

العدوى

نتيجة الإصابة بعدوى معوية سابقة.

عوامل أخرى تزيد من فرصة الإصابة

ما زال السبب الرئيسي وراء داء كرون غير معروف ولكن هناك عدة عوامل تزيد من فرصة الإصابة به مثل:

  • بعض الشعوب العرقية.

  • الاستخدام المفرط لبعض الأدوية كالمضادات الحيوية، وحبوب منع الحمل، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، إذ قد تزيد تلك العقاقير من التهاب الجهاز الهضمي، ومن ثم حدوث المرض.

  • عادات غذائية مثل الإكثار من الأكلات الدسمة والأكلات التي تحتوي على الألياف.

  • التدخين.

أنواع داء كرون

توجد عدة أنواع من داء كرون، وفقًا لمكان الالتهاب بالقناة الهضمية كالتالي:

  • في المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الأثني عشر).

  • في الجزء الثاني من الأمعاء الدقيقة (الصائم).

  • في الجزء الثالث من الأمعاء الدقيقة (اللفائفي).

  • في الجزء الثالث من الأمعاء الدقيقة والقولون.

  • في القولون فقط.

كما يمكن أن يتواجد أيضًا في منطقة فتحة الشرج.

أعراض داء كرون 

بعد أن تعرفنا إلى أسباب داء كرون وأنواعه، حان الآن الوقت للتعرف إلى أعراض داء كرون. كما ذكرنا أن داء كرون يسبب التهابات شديدة في الجهاز الهضمي، وتظهر أعراض هذا الالتهاب على النحو التالي:

  • ألم بالبطن نتيجة تقلصات الأمعاء.

  • إسهال وقد يكون مدممًا.

  • فقدان الوزن.

  • أنيميا (فقر الدم).

  • تعب وإرهاق.

  • غثيان وفقدان الشهية.

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.

تبدو هذه الأعراض وكأنها أعراض عامة يمكن أن يسببها أي مرض آخر، لذا وجبت استشارة الطبيب المختص للفحص الطبي والتأكد من التشخيص السليم.


أعراض داء كرون
أعراض داء كرون

مضاعفات داء كرون 

يعد داء كرون مرضًا مزمنًا، لذا استمرار هذا الالتهاب داخل الجهاز الهضمي لفترة طويلة من دون السيطرة عليه لا بد وأن تكون له مضاعفات خطيرة. من ضمن هذه المضاعفات ما يلي:

انسداد الأمعاء

يتسبب ذلك المرض في التهابات وتورم وندبات في جدار القناة الهضمية، مما يترتب عليه ضيق في القناة ومن ثم انسداد الأمعاء.

الناسور

نتيجة التهاب الأنسجة ووجود الخراريج، تتكون فتحات في جدار القناة الهضمية وتتصل هذه الفتحات ببعضها مكونة قنوات تتصل بينها (الناسور).

خراريج

تنتشر الخراريج المليئة بالصديد في البطن والحوض وحول فتحة الشرج، نتيجة للالتهابات في الجهاز الهضمي.

شقوق شرجية

قد يتسبب ذلك المرض في هذه الشقوق التي تسبب ألمًا بالغًا وأحيانًا النزيف أثناء خروج البراز

قروح بالفم والأمعاء وفتحة الشرج

يتسبب هذا المرض في التهاب القناة الهضمية من أول الفم حتى فتحة الشرج، وتزيد هذه الالتهابات من ظهور هذه القرح بأماكن متفرقة بالقناة الهضمية.

أعراض خارج نطاق القناة الهضمية 

قد يعاني المريض من أعراض أخرى بخلاف التهابات القناة الهضمية مثل التهاب المفاصل، والعين، والجلد، التهاب الكبد، وحصوات الكلى، وتأخر النمو في الأطفال.

التشخيص 

عند شعورك بالاعراض السابق ذكرها، عليك الذهاب إلى الطبيب للفحص الطبي. يجري الطبيب الفحص الطبي على النحو التالي:

التاريخ المرضي 

يستفسر الطبيب عن تاريخ عائلتك المرضي، وما إذا كان أحد أفراد عائلتك قد عانى من هذا المرض من قبل، وأيضاً عن تاريخك العلاجي، وما إذا كنت تستخدم بعض الأدوية بشكل مفرط أو إذا كان لديك عادات صحية سيئة كالتدخين.

الفحص الطبي

يقيّم الطبيب الأعراض التي تعانيها من خلال الفحص السريري. 

الفحوصات المعملية

يطلب الطبيب بعض الفحوصات الطبية للتأكد من التشخيص مثل:

  • تحليل صورة الدم الكاملة. 

  • تحليل البراز.

  • منظار.

  • الأشعة السينية مع صبغة الباريوم.


علاج داء كرون 


للأسف ليس هناك علاج شاف لهذا المرض، لكن باستخدام الطرق العلاجية تهدأ الالتهابات، ومن ثم الأعراض، ويحد ذلك من حدوث المضاعفات الصحية التي تترتب عليه. من ضمن هذه الطرق ما يلي:

الأدوية 

ينصح الطبيب المريض بأدوية مضادة للالتهاب الستيرويدية مثل بريدنيزولون حتى تحد من الالتهاب الناتج، أو قد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية مثبطة للمناعة مثل ازاثيوبرين لكي تحد من هجوم الجهاز المناعي ضد خلايا الجسم السليمة، كما ينصح بأدوية مضادة للإسهال، ومضاد حيوي في حالة وجود عدوى. قد يصف الطبيب أدوية أخرى لعلاج بعض الأعراض مثل الأنيميا وارتفاع درجة الحرارة وغيرها.

الجراحة

إجراء الجراحة قد يكون ضروريًا في حالة إذا ما كان العلاج غير مجدي أو في حالة الناسور أو الانسداد المعوي أو في حالة النزيف الذي قد يهدد حياتك.

 النظام الغذائي

هناك بعض الأطعمة قد تزيد من حدة الأعراض لكونها غير سهلة الهضم وتزيد من تقلصات الأمعاء وانتفاخ البطن، ومن ثم زيادة الشعور بالألم مثل: الأطعمة الدسمة والأكلات التي تحتوي على ألياف كثيرة، لذلك ينصح الأطباء المرضى بعمل قائمة بتلك الوجبات والابتعاد عنها مع تقليل كمية الأكل وزيادة شرب السوائل.

التوقف عن التدخين 

تشير إحدى الدراسات بأن مرضى داء كرون قد تحسنت صحتهم على نحو كبير عند توقفهم عن التدخين.


وبالنهاية، بعد أن تعرفنا سويًا إلى داء كرون، واستعرضنا الأسباب، والأعراض، والمضاعفات، وطرق العلاج، يمكنك الآن يا عزيزي القارئ أن تستشير طبيبك الخاص في وضعك الطبي، لكي تتمكن من السيطرة على هذا المرض والحياة على نحو أفضل.


المصادر:

1-medlineplus.


2-mayoclinic.


3-healthline.











تعليقات