القائمة الرئيسية

الصفحات

حمى البحر المتوسط | هل يمكن الشفاء من ذلك المرض؟ - موقع ركن الحياة

حمى البحر المتوسط | هل يمكن الشفاء من ذلك المرض؟


قبل أن نجيب عن هذا السؤال، دعونا نستعرض أولاً أسباب وأعراض مرض حمى البحر المتوسط الذي يصيب شعوب دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ومن ضمنها الشعوب العربية، مسببًا نوبات متكررة وقصيرة من الألم الحاد مع ارتفاع في درجة الحرارة التي تصل إلى حد الحمى، وتبدأ هذه النوبات في الظهور في مرحلة الطفولة.


حمى البحر المتوسط
حمى البحر المتوسط

ما هي حمى البحر المتوسط؟

هو أحد الامراض الوراثية (الجينية) وينتقل بين الأجيال المتعاقبة عن طريق توارث الجينات في منطقة دول حوض البحر الأبيض المتوسط، مسببًا التهابًا في البطن والصدر والمفاصل وأجزاء أخرى من الجسم مع ألم حاد وحمى في صورة نوبات متكررة وقصيرة المدة تشتد بها الأعراض ثم تنتهي لحالها.

يصيب المرض شخصًا واحدًا ما بين ألف شخص، وقد يرتفع معدل الإصابة ليصل إلى حالة واحدة ما بين 395 شخصًا في بعض المناطق.


أسباب حمى البحر المتوسط 

هو مرض وراثي ينتج من تغير أحد الجينات (طفرة) في سلسلة الحمض النووي. يحمل ذلك الجين تعليمات تكوين البروتين بايرن Pyrin؛ إذ إن لذلك البروتين دور مهم في عملية دفاع الجهاز المناعي للجسم، لذلك عند حدوث طفرة لذلك الجين ينتج عنه خلل في ذلك البروتين؛ مما يترتب عليه تغير أدائه المناعي.

لدى الأشخاص غير المصابين بذلك المرض، يوجد البروتين بايرن داخل كرات الدم البيضاء، وهو المسئول عن توجيهها إلى الأماكن التي بها العدوى حتى تهاجم خلايا الجهاز المناعي الميكروبات، وتصلح الأنسجة المتضررة، وعند الانتهاء يوقف البروتين بايرن هذا العمل حتى لا تهاجم خلايا الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة، وتسبب التهابات بالجسم.

عند حدوث الطفرة الجينية، يحدث تغيير في البروتين بايرن، وتقل مقدرته على إيقاف عمل الجهاز المناعي؛ فيستمر الجهاز المناعي في مهاجمة خلايا الجسم محدثًا التهابًا في أعضاء الجسم المختلفة، وينتج عن هذا الالتهاب ألم حاد وحمى.

أعراض حمى البحر المتوسط للاطفال 

يتميز هذا المرض بالنوبات المتكررة قصيرة المدة، التي تبدأ في الظهور عادًة ما بين سن 5 سنين حتى سن 15 سنة، وتستمر النوبة من يوم إلى ثلاثة أيام، وتنتهي الأعراض بعد ذلك، وتظهر هذه النوبة كل شهر أو قد تطول المدة بين النوبات إلى شهور أو سنين. ومن أهم هذه الأعراض:

  • حمى قد تصل إلى 40 درجة مئوية.

  • ألم بالبطن نتيجة حدوث التهاب بالغشاء المبطن لجدار البطن، والتهاب الكبد، وتضخم الطحال.

  • ألم بالصدر نتيجة حدوث التهاب للأنسجة التي تغلف الرئة، وومن ثم الشعور بألم في الصدر مع صعوبة التنفس.

  • ألم بالمفاصل نتيجة التهاب المفاصل وخصوصًا مفصل الكاحل مع ظهور احمرار أسفل القدم.

  • التهاب كيس الخصيتين في الأطفال والمراهقين إذ يعانون تورم واحمرار وزيادة حساسيته.

  • التهاب العصب البصري.


هناك بعض العوامل التي تساعد على ظهور النوبات بين الحين والآخر مثل: الإجهاد، والضغط النفسي، والدورة الشهرية إذ تتزامن تلك النوبات مع ميعادها، والإصابة بالعدوى المختلفة، ويرى بعض الباحثين أن بعض الأكلات لها دور أيضًا في ظهور النوبات مثل الأكلات الدسمة، والمالحة، ولبن البقرة، والقمح.

هل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟

قد يتسبب مرض حمى البحر المتوسط في بعض المضاعفات كالآتي:

الداء النشواني الكلوي (ترسيب الأميلويد) 

نتيجة الإصابة بذلك المرض ينتج الكبد بروتينًا غريبًا عن الجسم يسمى الأميلويد A، ومن ثم يترسب ذلك البروتين في أعضاء الجسم المختلفة، ومن ضمنها الكليتين مسببًا تلفًا بهما، مما يترتب عليه نزول كمية كبيرة من بروتين الجسم في البول وتكون جلطات بالكليتين.

الخصوبة لدى الرجال والنساء

قد يؤثر المرض في الخصوبة لدى الرجال والنساء أيضًا إذ يتسبب في إضعاف الخصية وعملية تكوين الحيوانات المنوية، ويتسبب في قلة الطمث لدى النساء.

تشخيص مرض حمى البحر المتوسط 

يعتمد الأطباء في التشخيص على عدة عوامل مثل:

التاريخ المرضي للعائلة

هل هناك أشخاص مصابون بهذا المرض في العائلة؟

هل الشخص المريض من دول حوض البحر المتوسط؟

الفحص الطبي 

حتى يتمكن الأطباء من التشخيص السليم، قسموا الأعراض إلى أعراض أساسية مميزة للمرض مثل: 

  • أن تكون النوبات متكررة على الأقل ثلاث مرات.

  • أن تكون النوبات مصحوبة بحمى أعلى من 38 درجة مئوية.

  • أن تكون تلك النوبات قصيرة المدة حيث تستمر من 12 ساعة إلى 72 ساعة.


وأعراض غير مميزة على نحو كافٍ مثل:

  • أن تكون النوبات غير مصحوبة بحمى.

  • أن تكون مدة النوبات أقصر من 12 ساعة، ولكن ليس أقل من 6 ساعات أو أطول من ثلاثة أيام، ولكن ليس أطول من سبعة أيام.

  • لا يوجد أعراض التهاب جدار البطن في النوبة.

واشترط الأطباء وجود عرض واحد أساسي مميز أو وجود عرضين غير مميزين على نحو كافٍ للتأكد من ذلك المرض.                  

تحليل حمى البحر المتوسط 

ليس هناك تحليل خاص بذلك المرض لكن هناك عدة تحاليل التي يفضل إجراؤها خلال النوبة أو بعدها مباشرًة. من ضمن هذه التحاليل؛ فحوصات الدم الكاملة التي تظهر ارتفاعًا في عدد خلايا الدم البيضاء كدليل على حدة هجوم الجهاز المناعي، وتحليل سرعة الترسيب، والفيبرينوجين، وفحص البول الذي قد يظهر زيادة نسبة البروتين به في حالة الداء النشواني، وتحاليل أخرى.

الفحص الجيني

فحص الجينات الوراثية للتأكد من وجود طفرة جينية، ولكن نتائج هذه الفحوصات قد تكون غير دقيقة بوجه عام. 

اقرأ أيضًا: فحص الجينات الوراثية قبل الحمل


تشخيص مرض حمى البحر المتوسط
تشخيص حمى البحر المتوسط

علاج مرض حمى البحر المتوسط  للأطفال 

للأسف ليس هناك علاج شافٍ لهذا المرض، بسبب كونه مرضًا وراثيًا ناتجًا عن خلل في أحد الجينات، ولكن هناك علاجات تحد من الأعراض وتكرار النوبات وتمنع تطور مضاعفات المرض. 

ومن أهم هذه العلاجات دواء الكولشيسين حيث إنه إحدى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ويعمل على تقليل حدة الجهاز المناعي في مهاجمة خلايا الجسم السليمة، ومن ثم الحد من أعراض حمى البحر المتوسط، ويستخدم هذا الدواء أيضًا في علاج مرض النقرس ومرض التهاب التامور المتكرر، ولكنه قد يسبب آثاراً جانبية مثل ألم البطن والغثيان والإسهال.

يعد دواء الكاناكينوماب كمضاد للالتهاب خيارًا آخر للعلاج في حالة عدم فعالية دواء الكولشيسين، لذا من المهم جدًا استشارة الطبيب المختص في أمر التشخيص والعلاج. 


الأسئلة الشائعة

هل حمى البحر المتوسط مرض مزمن؟

نعم، يعد مرض حمى البحر المتوسط مرضًا مزمناً، لأن لهذه اللحظة لا يوجد علاج شاف لهذا المرض.


هل حمى البحر المتوسط مرض معدي؟

لا ينتج هذا المرض بسبب العدوى، إذ إنه ليس مرضًا معديًا ولكنه مرض وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء.


حمى البحر المتوسط هل هو أنيميا البحر المتوسط؟

لا، مرض حمى البحر المتوسط يختلف تمامًا عن مرض أنيميا البحر المتوسط المعروف بمرض الثلاسيميا.


وأخيرًا؛ بعد ما تعرفنا إلى مرض حمى البحر المتوسط، وأسبابه، وأعراضه؛ قد تبين لنا أن مرض حمى البحر المتوسط ليس مرضًا معديًا، ولكنه مرض وراثي ينتقل عبر الأجيال؛ لذلك فإن ذلك المرض يستمر مدى الحياة. لكن مع المتابعة والاستمرار في العلاج تستمر الحياة على نحو أفضل.


المصادر:

 

تعليقات